كيف سيتحرك نتنياهو لإفشال خطط بايدن لتسوية سريعة في غزة رادار
كيف سيتحرك نتنياهو لإفشال خطط بايدن لتسوية سريعة في غزة؟ تحليل معمق
الرابط المرجعي للفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=Ymzb_EKWAE8
إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالأخص الوضع المتأزم في قطاع غزة، يمثل بؤرة توتر مستمرة في منطقة الشرق الأوسط، وله تداعيات جيوسياسية عالمية. ومنذ اندلاع الأحداث الأخيرة، برزت الحاجة الملحة إلى تسوية سريعة تضمن وقف إراقة الدماء وتحقيق الاستقرار النسبي. لكن هذه المساعي تصطدم بتعقيدات جمة، أحد أهمها الموقف الإسرائيلي الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا المقال يهدف إلى تحليل الكيفية التي قد يتحرك بها نتنياهو لإفشال خطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المتعلقة بتسوية سريعة في غزة، مع الأخذ في الاعتبار الدوافع الكامنة وراء هذا التوجه، والتحديات التي تواجه كلا الطرفين.
الدوافع المحتملة لنتنياهو لعرقلة التسوية السريعة
من الضروري فهم الدوافع التي قد تدفع نتنياهو لتبني موقف يعرقل التسوية السريعة في غزة. هذه الدوافع متعددة الأوجه، وتشمل اعتبارات سياسية داخلية، واستراتيجيات أمنية، ورؤى إيديولوجية.
- البقاء السياسي: يواجه نتنياهو تحديات داخلية كبيرة، حيث يعاني ائتلافه الحكومي من هشاشة واضحة، وتواجهه اتهامات بالفساد وسوء الإدارة. قد يرى نتنياهو أن إطالة أمد الصراع، أو على الأقل تأخير التسوية، يخدم مصالحه السياسية، حيث يمكنه استغلال حالة الطوارئ لتأجيل الانتخابات، أو لتوحيد القاعدة الشعبية المتطرفة حوله، أو لتشتيت الانتباه عن القضايا الداخلية الملحة.
- الاعتبارات الأمنية: لطالما تبنى نتنياهو خطابًا متشددًا تجاه حماس، واعتبرها تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. قد يرى أن أي تسوية سريعة لا تحقق أهداف إسرائيل الأمنية، مثل نزع سلاح حماس وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، ستكون بمثابة انتصار للحركة، وستشجعها على مواصلة أنشطتها العدائية. وبالتالي، قد يفضل نتنياهو مواصلة الضغط العسكري حتى يتم تحقيق هذه الأهداف، حتى لو كان ذلك على حساب معاناة المدنيين في غزة.
- الرؤية الإيديولوجية: يتبنى نتنياهو وحزبه الليكود رؤية إيديولوجية قومية متطرفة، تعتبر الضفة الغربية وقطاع غزة جزءًا من أرض إسرائيل التاريخية. قد يرى أن أي تنازلات للفلسطينيين، أو أي اعتراف بحقوقهم، يمثل خيانة لهذه الرؤية، ويقوض المشروع الاستيطاني الإسرائيلي. وبالتالي، قد يعارض نتنياهو أي تسوية تتضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، أو أي ترتيبات تمنح الفلسطينيين سلطة حقيقية على الأرض.
- الضغط من اليمين المتطرف: يتلقى نتنياهو ضغوطًا هائلة من اليمين المتطرف في ائتلافه الحكومي، الذي يطالب بتصعيد العمليات العسكرية في غزة، وضم أجزاء من الضفة الغربية، وعدم تقديم أي تنازلات للفلسطينيين. قد يضطر نتنياهو للاستجابة لهذه الضغوط من أجل الحفاظ على استقرار ائتلافه، وتجنب سقوط حكومته.
استراتيجيات نتنياهو المحتملة لعرقلة التسوية
بناءً على الدوافع المذكورة أعلاه، يمكن توقع أن يتبع نتنياهو استراتيجيات معينة لعرقلة خطط بايدن لتسوية سريعة في غزة. هذه الاستراتيجيات قد تشمل:
- المماطلة والتسويف: قد يلجأ نتنياهو إلى تكتيك المماطلة والتسويف في المفاوضات، من خلال المطالبة بشروط تعجيزية، أو إثارة قضايا خلافية، أو تأجيل الاجتماعات، أو تغيير المواقف باستمرار. هذا التكتيك يهدف إلى إطالة أمد المفاوضات، وتأخير التوصل إلى اتفاق، وإضعاف الضغط الدولي على إسرائيل.
- التصعيد العسكري: قد يلجأ نتنياهو إلى تصعيد العمليات العسكرية في غزة، من خلال زيادة وتيرة الغارات الجوية، أو توسيع نطاق العمليات البرية، أو استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية. هذا التصعيد يهدف إلى إرسال رسالة قوية إلى حماس والفلسطينيين، وإظهار أن إسرائيل مصممة على تحقيق أهدافها الأمنية بالقوة، بغض النظر عن التداعيات الإنسانية.
- اللعب على التناقضات الدولية: قد يحاول نتنياهو استغلال التناقضات والاختلافات في المواقف بين الدول الكبرى، من خلال التقرب إلى بعض الدول التي تدعم إسرائيل، أو التي تتبنى موقفًا متساهلًا تجاهها، ومحاولة عزل الدول التي تنتقد سياساتها. هذا التكتيك يهدف إلى تقويض الجهود الدولية الرامية إلى الضغط على إسرائيل، وتشكيل جبهة دولية موحدة ضدها.
- التعبئة الإعلامية: قد يشن نتنياهو حملة إعلامية مكثفة، تهدف إلى تشويه صورة حماس والفلسطينيين، وتبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية، وإقناع الرأي العام الدولي بأن إسرائيل ضحية للإرهاب، وأنها تتصرف دفاعًا عن النفس. هذا التكتيك يهدف إلى التأثير على الرأي العام الدولي، وتخفيف الضغط السياسي على إسرائيل.
التحديات التي تواجه خطط بايدن
تواجه خطط إدارة بايدن لتسوية سريعة في غزة تحديات كبيرة، ليس فقط من جانب نتنياهو، بل أيضًا من عوامل أخرى، مثل:
- التعقيدات الداخلية الفلسطينية: تعاني الساحة الفلسطينية من انقسام حاد بين حركتي فتح وحماس، مما يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق شامل يمثل جميع الفلسطينيين. قد يعرقل هذا الانقسام أي جهود لتسوية الصراع، ويؤدي إلى تجدد العنف.
- الموقف الإقليمي: تتباين مواقف الدول الإقليمية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تدعم بعض الدول الفلسطينيين، بينما تدعم دول أخرى إسرائيل، أو تتبنى موقفًا محايدًا. هذا التباين في المواقف يعقد جهود الوساطة، ويجعل من الصعب التوصل إلى حل مقبول للجميع.
- الرأي العام الأمريكي: ينقسم الرأي العام الأمريكي حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يدعم جزء كبير من الأمريكيين إسرائيل، بينما يدعم جزء آخر الفلسطينيين، أو يتبنى موقفًا محايدًا. هذا الانقسام في الرأي العام يحد من قدرة إدارة بايدن على الضغط على إسرائيل، أو تقديم تنازلات للفلسطينيين.
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة: مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024، قد تتردد إدارة بايدن في اتخاذ خطوات جريئة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خوفًا من أن تؤثر هذه الخطوات سلبًا على فرص إعادة انتخاب الرئيس بايدن.
الخلاصة
إن التوصل إلى تسوية سريعة وعادلة للصراع في غزة يمثل تحديًا كبيرًا، في ظل التعقيدات السياسية والأمنية والإيديولوجية التي تحيط بالصراع. من المرجح أن يسعى نتنياهو إلى عرقلة خطط بايدن للتسوية، من خلال اتباع استراتيجيات مختلفة، مثل المماطلة والتسويف، والتصعيد العسكري، واللعب على التناقضات الدولية، والتعبئة الإعلامية. ومع ذلك، فإن إدارة بايدن تواجه أيضًا تحديات كبيرة، مثل التعقيدات الداخلية الفلسطينية، والموقف الإقليمي، والرأي العام الأمريكي، والانتخابات الرئاسية القادمة. من غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن ستنجح في التغلب على هذه التحديات، والتوصل إلى تسوية تنهي الصراع في غزة، وتحقق السلام والاستقرار في المنطقة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة